في شهر يناير 2017 … يعني بعد تعويم الجنيه بشهرين
فوجئت بالشخص القائم على المسجد الصغير اللي جنبي بيدعو الناس للتبرع لتجديد المسجد من سجاد و بوهيه وكده
قولت ماشي … المسجد كان فعلا عايز تطوير ف الحته دي …
المهم … بعدها بكام شهر … قال دي كانت المرحله الاولى من التجديد
المرحله التانيه اننا نجيب تكييفات للمسجد قبل دخول الصيف!
هنا بقى قولت لنفسي كفايه بقى!
ده كده تبذير لفلوس التبرعات و مفيش اولويات للصرف خالص!
ولأن القائم ع المسجد اعرفه … شخص كبيير ف السن ع المعاش
فقولت بس… ده مش حاسس ايه اللي حصل بعد التعويم
واهو عايز يسلي وقته في أي حاجه بيعملها ف المسجد وخلاص!
وهنا اتحمست اوي … واعتبرت نفسي حامي الحمى … وحذرت معارفي من انهم يرموا فلوس التبرعات بتاعتهم ف المسجد ده
عشان ده معندهمش اولويات للصرف
نااااس كتيير فقيره … وناس اكتر افتقرت بعد التعويم …
تكييف ايه اللي هنجيبه للمسجد … “ما نساعد الغلابه احسن!“
و لأنه “كلام منطقي جدا“ معارفي و صحابي اقتنعوا وبقينا بنبص للراجل ده ع انه مبذر للتبرعات!
“وما دفعناش مليم” … حفاظا ع حقوق الغلابه!
أسأل اي حد … “هيفرق معاك التكييف ف المسجد؟”
نجيب تكييف للمسجد ولا نعالج فقير … نجوز شاب … نكفل يتيم؟
اكيد “هيقولك وده سؤال …. اكيد نعمل الخير …“
ولو هو متعود ع التكييف جدا هيقول … “هي جت على الـ 10 دقايق اللي هصلي فيها … الناس اولى“
ده كان المشهد الأول!
تعالى نشوف المشهد التاني بعد تكييفات المسجد!
- عدد المصلين ازادوا 10 مرات ع الاقل ف الايام العاديه
- و لو اتأخرت ف بعض الصلوات الزحمة زي العشاء … هتصلي عند مكان الجزم من الزحمه!
الصراحه ده خلاني اتنح واحاول افكر و احلل … ازاي ده حصل!
- الشارع هو هو نفس الشارع بنفس السكان مفيش جديد!
- نفس عدد المساجد اللي حوليه …و اغلبها اصلا فيها تكييفات و اكبر في المساحه
- قولت امكن الناس افتقرت اكتر بعد التعويم فلجأت لربنا؟! بس الزياده الرهيبه دي كانت تحصل بقى ف بقية المساجد ولا ايه؟!
- الزياده دي مش مكنتش مؤقته … دي مستمره فتره طويله بعدها حتى في الشتا (وقت ما التكيفيات بتبقى مش شغاله) !…..
قولت لنفسي … معقول … حد يقرر انه ينزل يصلي عشان بقى فيه تكييف ف المسجد و انه اتطور شويه!
عشان تتخيل الوضع معايا…
قبل التطوير:
احيانا كان عاده بيصلي ف المسجد ده 3 ل 8 اشخاص
بعد التطويرات … خصوصا التكييف
بيصلي من 20 ل 35 شخص ف الاوقات العاديه
ده نجاح ولا مش نجاح؟!
الرجل ده نجح ف انه يجذب الناس للمسجد!
وبدل ما كنت مضايق من الرجل ده … بقيت شايف انجازه وبحترمه اكتر!
◀ ايه علاقه ده بقى بالبيزنس و التسويق
- فيه حاجات مستخبية في عقل العملاء … مش هتعرف تعرفها بالاسئلة المباشره!
راجع علامات التنصيص دي ” ” فوق … وشوف الاسئلة المباشرة … اجابتها المنطقية بلاش نصرف فلوس ف ده! - بس قطاع كبيير من العملاء (المصلين) فعلا بيفرق معاهم وجود تكييف ف المسجد!
بس مكسوفين يقولو كده صراحة …
او لما سألتهم بشكل مباشر ..فكر بعقله … مع انه بعد كده بيختار بقلبه!
او ممكن بالمناسبه يكونوا ميعرفوش اصلا ان ده بيفرق معاهم!
طب يانهار ابيض و دول نعرف ميولهم ازاي؟ نعرف اللي جواهم ازاي …
- اغمس نفسك وسطيهم Immerse … اسمعهم
راقبهم .. تابع تحركاتهم … شوف بيتصرفوا ازاي مع المنافسين و المنتجات البديله !
ذاكر Consumers behavior - اعمل معاهم اختبارات معينه A/B Testing
يعني عايز تعرف لو غيرت المنتج بالشكل الفلاني هيأثر ايجابي ولا سلبي
اعمل ده ع نسختين …. نفس العدد من العملاء .. وانت عارف تاريخهم معاك
مجموعه منهم ع النظام القديم … و مجموعه ع النظام الجديد ..
وقيس النتايج … هل تعمم التغيرات ولا تصرف نظر! - او من خلال استبيان Survey
بس الاسئله متبقاش مباشره كده
معضلة في التسويق: تصرف فلوسك فين:
اللي كان معترض ف القصه اللي فوق دي … شايف انها تبذير!
طب هو كان هيلم كام من المصليين القليلين دول؟!
و بعد التطورات دي … لو قال تبرعات …. متخيل هيلم كام؟! اكيد اكتر لان العدد (العملاء) زاد!
و دي معضلة شوية …وفيها شويه خلافات ف ممارسات التسويق
تصرف فلوسك ف استحواذ عملاء جدد ولا تكببير بيزنس العملاء اللي موجودين!
Customer Acquisition vs. Customer Retention vs. Maximization
مفيش صح و غلط … كله على حسب الموقف!
انت مش العميل ولا بتعبر عنه حتى!
You’re not the Customer!
مصدوم ؟!
اه اللي انت بتحبه … مش لازم العميل يحبه!
العميل مش بيفكر بطريقتك!
تصرف فلوسك فين؟
في الحته اللي تجيب اجوان مع العميل … مش الحته اللي انت نفسك فيها!
التسويق الفعال يعني اجوان!
يعني لو حمله “ف نظرك انت” تحفه و مجبتش اجوان … تبقى مش تحفه ولا حاجه!
ولو حمله “ف نظرك انت” عاديه جدا … وجابت اجوان … تبقى تحفه وترفع ليها القبعه!
اتمنى يكون البوست مفيد … ونور عندك حته ف فهم عميلك!
رأيك يهمني …قوله بصراحه ف التعليقات 🙂
ملحوظة …. المقال ملهوش علاقة بمناقشه الموضوع من الناحية الدينيه خالص!