كنت في زيارة لبيت العيلة القديم، اللي بقى مليان بالكركيب
وانا ماشي وسط الكراكيب لفت نظري حاجه عمرها 18 سنة! يااااه السنين بتجري
مجلة لغة العصر!
على مدار سنين 2002 إلى 2004 كنت متابع جيد جدا كل شهر اشترى وأقرأ المجلة الأولى في مصر في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وأنا بقلب في العدد اللي في الصورة تحت … انهالت عليا الذكريات مع كل مقال كنت بقرأه زمان … مع كل نصيحة اتعلمتها من المجلة الرائعة دي … كانت سبب رئيسيي في اشباع حبي لعالم التكنولوجيا و الكمبيوتر
وكنت بستني العدد الجديد يطلع، وأجرب كل الحاجات اللي كانت موجودة فيها …
الحقيقة ان مقالاتها لسه مأثره فيها لحد دلوقتي …. شكرا لكل من كان يعمل في المجلة الرائعة دي (تقدر تشوفها على الفيسبوك من هنا)
نوستالجيا ولكن!
لحد هنا كانت جلسة مع ذكريات ونوستالجيا الماضي … خصوصا إني غلاف المجلة الخلفي كان اعلان عن أحد أرقام الاتصال بالأنترنت Dial-Up وافتكرت معاها أصوات الموديم Modem لما كان بيوصل للأنترنت …. ياااااااه إحساس كان لا يوصف …. كأنك معاك الدنيا كلها باللي فيها …رغم إن سرعة الاتصال افتكر ساعتها اقل من 56 كيلو بت في الثانية! (اللي دلوقتي بتوصل في مصر ل 15 ميجا واكتر … واللي كانت خيال علمي في 2003)
صدمة غير متوقعه!
الحقيقية فضلت اقلب في العدد ده، وانا غرقان في الذكريات! لحد ما اتصدمت صدمة غير متوقعه!
في مقدمة العدد ده، كان كاتب “إبراهيم نافع” رئيس التحرير ساعتها…. مقال بعنوان “ماذا يحمل لنا عام 2003”
شدني المقال وانا في 2021 إني أقرأه تاني! وفجأة ألاقي بيستشهد بكلام وتنبؤات شركة IDC وأنها اهم وأكبر مرجع عالميا لمعرفة اتجاهات سوق التكنولوجيا.
عايز تعرف أتصدمت ليه؟
لانها الشركة اللي انا شغال فيها بقالي 5 سنين تقريبا … مش بس كده ده أنا مسئول عن احد البرامج البحثية Market Research عن سوق الهواتف (الموبايلات) في شمال افريقيا وباكستان. وكنت من أوائل موظفينها في مكتب مصر لما فتح!
واللي صدمني اكتر… إن انا شخصيا بقيت مرجع للناس وللصحافة وبينقلوا عني (من تقارير الشركة) رأيي عن السوق وتوقعاتنا عن مستقبل السوق…. (تقدر تتابع بحث جوجل ده عشان تشوف بنفسك!)
واللي غالبا لا يخلو مؤتمر، مقال، تقرير، فيديو عن صناعة تكنولوجيا المعلومات ICT إلا ولازم يستشهد بكلام الشركة دي.
توصيل نقاط حياتك
الحقيقة سألت نفسي يا ترى انا اشتغلت في الشركة بسبب أني كنت بتابع مقالات التكنولوجيا زمان! وهل اسمها كان لامع قدامي زمان؟
الحقيقة مش عارف بس اللي متأكد منه لاء! لأني لفيت كتير في صناعات مختلفة ووظائف التسويق المختلفة لحد ما وصلت للمحطة الحالية! وافتكر بكل صراحة ان اسمها مكنش على بالي في الشركات اللي نفسي اشتغل فيها أصلا!
وهنا (وانا غرقان في الماضي والحاضر والمستقبل) افتكرت كلمة رائعة للراحل ستيف جوبز Steve Jobs مؤسس Apple في اشهر لقاء له وهو بيحكي 3 قصص عن حياتة الشخصية
قال كلمة مش قادر انساها
“You can’t connect the dots looking forward; you can only connect them looking backwards. So, you have to trust that the dots will somehow connect in your future. You have to trust in something — your gut, destiny, life, karma, whatever. This approach has never let me down, and it has made all the difference in my life.” Steve Jobs
واللي ملخصها، انت لا تستطيع توصيل نقاط حياتك من الحاضر للمستقبل، انت تقدر بس تفهمها وتوصلها ببعض من الحاضر للماضي.
بمعني أسهل، انت مش هتفهم حياتك وليه انت هنا في المكان ده غير لما تبص لوراء على الماضي، هتلاقي خط حياتك متصل.
ودي حقيقية اللي حصل معايا… بعد التخرج لحد دلوقتي … كل خيط بفهمه لما ابص للماضي … في مشاريع وحاجات دخلتها …لأما اجي افكر ليه وايه الفايدة منها ممكن اكتشف عشان اعرف فلان الفلاني اللي بقى صاحبي او اللي فتح عليا فتحة خير في حاجة تانية خالص …. كان مستحيل أوصل لها غير عن طريق الخيط اللي في النص ده اللي مكنتش فاهمه ساعتها!
قولي بقى في التعليقات … يا ترى استفدت ايه من القصة دي؟ وهل فكرتك بحاجة كنت بتعملها زمان ولقتها بقت جزء من شغلك اليومي؟!
وانتظر الجزء التاني من المقال: وهم ولعنة الرؤية من خلال 3 ل 5 قصص في حياتي!