ده طلع من عيلة غنية بتسنده وناس تانيه ...بتعافر - Taher Abdel-Hameed

ده طلع من عيلة غنية بتسنده وناس تانيه …بتعافر

من فتره و أنا بشوف احد المقابلات الصحفية لاحد رجال الأعمال الشباب … انبهرت جدا بمشواره ..

وخلال الأسئلة قال … انه العيله كلها اصلا رواد و رجال اعمال! وعشان كده رياده الأعمال في دمه!
ف ابوه أسس شركات كذا … أخوه اسس شركة كذا .. ومامته أسست كذا

ده زود فضولي الصراحه عشان اعرف عن الأب الرائع ده … وازاي قدر يخلي اولاده مستقلين كده!
فبحثت عنه ? … عشان اتعلم أربي أولادي كده ..

وهنا كانت المفاجأه ? …. العيله اصلا مشهوره في عالم البيزنس … وتقدر تقول عليهم عيلة أرستقراطية ! وده يا دوب فرع من العيله … و ممكن يكون أفقر فرع فيهم كمان! ..
والعيله متشعبه جدا ف مختلف دول العالم المتقدمه …. وعلاقات سياسية و دبلوماسيه!
واغلب عربيات العيله اللي ف مصر BMW ..
وشباب العيلة متعلم كويس جدا في جامعات محترمه جدا جوه و بره مصر! و دراسات عليا كمان بعد التخرج في حتت أحسن من اللي كانوا درسوا فيها!

و قبل ما أبدء اقارن نفسي و عيلتي بالعيله دي! وأبتدي سلسلة التبريرات اصل العيله سانده بعلاقات و فلوس!
… مع شوية خليط من احباطات من المقارنه!
… و خليط تاني من الدعوات ان ربنا يبارك له البيزنس بتاعه و ويبارك له في عيلته وينفع بيهم الناس!
و هنا حصل مفاجأه كبيره … لما افتكرت…..
ده كان المشهد الأول!

اه صحيح نسيت اقول ان الشاب ده كنت اعرفه شخصيا زمان … كنا اشتغلنا في مشروع بيزنس قصير جدا قبل كده … فملحقناش نعرف حاجات كتيره عن حياتنا الشخصيه ساعتها!
وعشان برضو الصراحه مكناش مستلطفين بعض اوي ساعتها … يعني لا هو طايقني و لا أنا طايقه! بس اهو لازم نشتغل مع بعض! وكان عنيف شويتين في الشغل ….
بس كنت معجب بيه من ناحية انه متابع الجديد ديما ف المجال … و عنده اتجاه انه يتعلم ويبحث ع المعلومه بنفسه مش تجيلة ع معلقه من دهب!

تعالى نشوف المشهد التاني اللي جه في بالي … حصل فيه ايه؟!

افتكرت شاب اعرفه كويس في أحد القرى في الصعيد..
شاب فقير دخل مدرسة تجاره و ملحقش يدخل ثانويه عامه … حكومي طبعا!
كمل دراسته لحد ما دخل كلية تجاره (حكوميه برضو)!
اشتغل في المصانع و اتنقل كتير ما بين شغل انتاج ع المكن ف المصانع و المبيعات.
لحد ما اشتغل ف المبيعات في احد مصانع البلاستك في منطقة صناعيه.

تعالى نشوف عيلته عاملة ازاي؟!
أب و أم فقراء و أميين … كانوا من مستحقين الزكاه!
اخواته اسؤا حال منه … لا هم بيساعدوه ولا عايزين يعملو حاجه! يا دوب كل همهم انهم يغطوا مصاريفهم اليوميه وخلاص!

دلوقتي الشاب ده ما شاء الله … عنده مصنع بلاستك صغير كده ع قده و هو عنده 33 سنه!!
ماشاء الله محبوب جدا في بلده … مجتهد جدا … بيحاول يتعلم بالمتاح قدامه!
ماشاء الله بيصرف دلوقتي ع بيته و على ابوه و أمه … ومبقوش من مستحقي الزكاه بل من اللي يجب عليهم يطلعوا الزكاه!

المشهد ده ممكن تكون شوفته كتيير في افلام عربي قديمه.. صح؟!
بس انا شوفت المشهد ده قدام عيني …. و شوفت كلام الناس عنه قدامه و من وراه! و شوفت مشواره!
الشاب ده لما بشوفه… بيلهمني جدا مشواه!
و سنه عن سنه …. بيكبر ك علم (بالمتاح قدامه) و كبيزنس ..

المفاجاه اللي حصلت ليا لما افتكرت المشهدين دول …

سألت نفسي…?
يا ترى هو منين أنجح؟ مين يستحق الإنبهار بيه؟! مين يستحق انه يكون ملهم ليك و ليا؟!
من الوهله الأولى … طبعا الشاب المجتهد اللي ف المشهد التاني!
بس الحقيقة إن الاتنين ملهمين جدا بنفس الدرجه!
…. تعالى نشوف اكتر
الشاب الأولاني:
– فتح بيزنس في مجال غير اللي عيلته شغاله فيه أصلا!
– كان من الممكن يأنتخ …. ويقضي حياته فسح و خروجات … ويشتغل صوريا في شركة أبوه!
– كان من الممكن يقول … أسافر واتعلم ليه تاني بعد التخرج … بلاش فرهده ..
– كان ممكن يفتح فرع لشركه أبوه في مكان تاني … ويقول انا عملت حاجه اهو!
– كان ممكن أفكار كتييره جدا توقفه ان يسعى!
بالمناسبه ع المستوى الشخصي … زي ما قولت فوق أنا مش بستلطف الشخص ده خالص … بس هو مشواره ملهم!

مقدرش أنكر ان قصة الشاب اللي ف المشهد التاني … ملهمه شوية أكتر:
– لأنه جاي من مربع الصفر … مفيش … ايوه بقولك مفييييييش خالص!
– كان عنده تحديات أكبر … موانع للوصول اكتر!
– بس نفس التحديات دي و العقبات دي … هي برضو حوافز ليه عشان يكمل ويوصل ويكبر ف البيزنس!

عشان نفهم الوضع احسن …. كده دوافعه كانت ع كل مستويات هرم ماسلو
Maslow’s Hierarchy of Needs
… من تحقيق الأمن و الأمان و الاكل و الشرب إلى ان تحقيق الذات!
اما الشاب الاولاني اللي اتولد غني … معندهوش التحديات (الدوافع) دي كلها …. فإصراره ع السعي و النجاح بدوافع تحقيق الذات فقط فلو هبط شوية ف الإصرار ده … كنت هنلاقيه في حته تانيه خالص … و عايش ع فلوس أبوه!

ده خلاني ف و أنا سرحان ف الخاطره دي ..

ياااااه …. ده الحمد الله ع نعمه التي لا تعد ولا تحصى! ?
النجاح و الانبهار الحقيقى هو ….

انك تتحرك من المربع اللي ربنا أوجدك فيه …لمربع تاني أحسن لما تقابله
مش لازم مربع البدايه ده يكون من النقطة صفر زي الشاب ف المشهد التاني!
ولا لازم يكون عالي اوي زي الشاب الأولاني!
المربع ده مختلف لكل واحد فينا …. المهم اننا لما نموت ونقابل ربنا ف الآخره …
نكون حركنا نفسنا لمربع أحسن ..

و افتكر

 انك مش مسئول عن انك اتولت فقير! بس مسئول طبعا انك تموت فقير !
… (دي مقوله كنت قريتها مش فاكر صاحبها)

وليس للانسان إلا ما سعي … وأن سعيه سوف يرى!

يالا قوم ادعي ربنا و احمده … وقوله يارب توفنا و إحنا في مربع تاني أحسن من اللي كنا اتولدنا فيه! مربع ربنا راضي عنه … بنساعد فيه ناس أكتر … ويكون ليك بصمه ع شخص ما!
و متنساش تدعيلي معاك طبعا ? ☺️

انت بقى قولي أيه رأيك .. ومين ملهم ليك أكتر؟ … شاركني رأيك بجد ف التعليقات تحت!

.

Published on: June 13, 2019 - By: Taher Abdel-Hameed

Related Posts

سر غريب من أسرار الشركات الناجحة

سر غريب من أسرار الشركات الناجحة

كل ما تحتاج تعرفه عن The Lean Startup

كل ما تحتاج تعرفه عن The Lean Startup

كيف تبدأ بيزنس أونلاين ناجح – دليل مجاني يساعدك إنك تبدأ

كيف تبدأ بيزنس أونلاين ناجح – دليل مجاني يساعدك إنك تبدأ

المنتج ده سيئ وتحت توقعاتي! رحلة سريعة لفهم تعليقات العملاء

المنتج ده سيئ وتحت توقعاتي! رحلة سريعة لفهم تعليقات العملاء
>