من فتره و أنا بشوف احد المقابلات الصحفية لاحد رجال الأعمال الشباب … انبهرت جدا بمشواره ..
وخلال الأسئلة قال … انه العيله كلها اصلا رواد و رجال اعمال! وعشان كده رياده الأعمال في دمه!
ف ابوه أسس شركات كذا … أخوه اسس شركة كذا .. ومامته أسست كذا
ده زود فضولي الصراحه عشان اعرف عن الأب الرائع ده … وازاي قدر يخلي اولاده مستقلين كده!
فبحثت عنه ? … عشان اتعلم أربي أولادي كده ..
وهنا كانت المفاجأه ? …. العيله اصلا مشهوره في عالم البيزنس … وتقدر تقول عليهم عيلة أرستقراطية ! وده يا دوب فرع من العيله … و ممكن يكون أفقر فرع فيهم كمان! ..
والعيله متشعبه جدا ف مختلف دول العالم المتقدمه …. وعلاقات سياسية و دبلوماسيه!
واغلب عربيات العيله اللي ف مصر BMW ..
وشباب العيلة متعلم كويس جدا في جامعات محترمه جدا جوه و بره مصر! و دراسات عليا كمان بعد التخرج في حتت أحسن من اللي كانوا درسوا فيها!
و قبل ما أبدء اقارن نفسي و عيلتي بالعيله دي! وأبتدي سلسلة التبريرات اصل العيله سانده بعلاقات و فلوس!
… مع شوية خليط من احباطات من المقارنه!
… و خليط تاني من الدعوات ان ربنا يبارك له البيزنس بتاعه و ويبارك له في عيلته وينفع بيهم الناس!
و هنا حصل مفاجأه كبيره … لما افتكرت…..
ده كان المشهد الأول!
اه صحيح نسيت اقول ان الشاب ده كنت اعرفه شخصيا زمان … كنا اشتغلنا في مشروع بيزنس قصير جدا قبل كده … فملحقناش نعرف حاجات كتيره عن حياتنا الشخصيه ساعتها!
وعشان برضو الصراحه مكناش مستلطفين بعض اوي ساعتها … يعني لا هو طايقني و لا أنا طايقه! بس اهو لازم نشتغل مع بعض! وكان عنيف شويتين في الشغل ….
بس كنت معجب بيه من ناحية انه متابع الجديد ديما ف المجال … و عنده اتجاه انه يتعلم ويبحث ع المعلومه بنفسه مش تجيلة ع معلقه من دهب!
تعالى نشوف المشهد التاني اللي جه في بالي … حصل فيه ايه؟!
افتكرت شاب اعرفه كويس في أحد القرى في الصعيد..
شاب فقير دخل مدرسة تجاره و ملحقش يدخل ثانويه عامه … حكومي طبعا!
كمل دراسته لحد ما دخل كلية تجاره (حكوميه برضو)!
اشتغل في المصانع و اتنقل كتير ما بين شغل انتاج ع المكن ف المصانع و المبيعات.
لحد ما اشتغل ف المبيعات في احد مصانع البلاستك في منطقة صناعيه.
تعالى نشوف عيلته عاملة ازاي؟!
أب و أم فقراء و أميين … كانوا من مستحقين الزكاه!
اخواته اسؤا حال منه … لا هم بيساعدوه ولا عايزين يعملو حاجه! يا دوب كل همهم انهم يغطوا مصاريفهم اليوميه وخلاص!
دلوقتي الشاب ده ما شاء الله … عنده مصنع بلاستك صغير كده ع قده و هو عنده 33 سنه!!
ماشاء الله محبوب جدا في بلده … مجتهد جدا … بيحاول يتعلم بالمتاح قدامه!
ماشاء الله بيصرف دلوقتي ع بيته و على ابوه و أمه … ومبقوش من مستحقي الزكاه بل من اللي يجب عليهم يطلعوا الزكاه!
المشهد ده ممكن تكون شوفته كتيير في افلام عربي قديمه.. صح؟!
بس انا شوفت المشهد ده قدام عيني …. و شوفت كلام الناس عنه قدامه و من وراه! و شوفت مشواره!
الشاب ده لما بشوفه… بيلهمني جدا مشواه!
و سنه عن سنه …. بيكبر ك علم (بالمتاح قدامه) و كبيزنس ..
المفاجاه اللي حصلت ليا لما افتكرت المشهدين دول …
سألت نفسي…?
يا ترى هو منين أنجح؟ مين يستحق الإنبهار بيه؟! مين يستحق انه يكون ملهم ليك و ليا؟!
من الوهله الأولى … طبعا الشاب المجتهد اللي ف المشهد التاني!
بس الحقيقة إن الاتنين ملهمين جدا بنفس الدرجه!
…. تعالى نشوف اكتر
الشاب الأولاني:
– فتح بيزنس في مجال غير اللي عيلته شغاله فيه أصلا!
– كان من الممكن يأنتخ …. ويقضي حياته فسح و خروجات … ويشتغل صوريا في شركة أبوه!
– كان من الممكن يقول … أسافر واتعلم ليه تاني بعد التخرج … بلاش فرهده ..
– كان ممكن يفتح فرع لشركه أبوه في مكان تاني … ويقول انا عملت حاجه اهو!
– كان ممكن أفكار كتييره جدا توقفه ان يسعى!
بالمناسبه ع المستوى الشخصي … زي ما قولت فوق أنا مش بستلطف الشخص ده خالص … بس هو مشواره ملهم!
مقدرش أنكر ان قصة الشاب اللي ف المشهد التاني … ملهمه شوية أكتر:
– لأنه جاي من مربع الصفر … مفيش … ايوه بقولك مفييييييش خالص!
– كان عنده تحديات أكبر … موانع للوصول اكتر!
– بس نفس التحديات دي و العقبات دي … هي برضو حوافز ليه عشان يكمل ويوصل ويكبر ف البيزنس!
عشان نفهم الوضع احسن …. كده دوافعه كانت ع كل مستويات هرم ماسلو
Maslow’s Hierarchy of Needs
… من تحقيق الأمن و الأمان و الاكل و الشرب إلى ان تحقيق الذات!
اما الشاب الاولاني اللي اتولد غني … معندهوش التحديات (الدوافع) دي كلها …. فإصراره ع السعي و النجاح بدوافع تحقيق الذات فقط فلو هبط شوية ف الإصرار ده … كنت هنلاقيه في حته تانيه خالص … و عايش ع فلوس أبوه!
ده خلاني ف و أنا سرحان ف الخاطره دي ..
ياااااه …. ده الحمد الله ع نعمه التي لا تعد ولا تحصى! ?
النجاح و الانبهار الحقيقى هو ….
انك تتحرك من المربع اللي ربنا أوجدك فيه …لمربع تاني أحسن لما تقابله
مش لازم مربع البدايه ده يكون من النقطة صفر زي الشاب ف المشهد التاني!
ولا لازم يكون عالي اوي زي الشاب الأولاني!
المربع ده مختلف لكل واحد فينا …. المهم اننا لما نموت ونقابل ربنا ف الآخره …
نكون حركنا نفسنا لمربع أحسن ..
و افتكر
انك مش مسئول عن انك اتولت فقير! بس مسئول طبعا انك تموت فقير !
… (دي مقوله كنت قريتها مش فاكر صاحبها)
وليس للانسان إلا ما سعي … وأن سعيه سوف يرى!
يالا قوم ادعي ربنا و احمده … وقوله يارب توفنا و إحنا في مربع تاني أحسن من اللي كنا اتولدنا فيه! مربع ربنا راضي عنه … بنساعد فيه ناس أكتر … ويكون ليك بصمه ع شخص ما!
و متنساش تدعيلي معاك طبعا ? ☺️
انت بقى قولي أيه رأيك .. ومين ملهم ليك أكتر؟ … شاركني رأيك بجد ف التعليقات تحت!
.