في بداية حياتي العملية اشتغلت في شركات طبيعتها إن موسم رمضان بالنسبة ليها موسم ركود
حرفيا من أول يوم في رمضان بنسمع كلمة “بعد العيد”
تكلم عميل عشان تقابله … يقولك بعد العيد
تفكر في حملة أو مبادرة تسويقية … يقولك تعالى نفكر بعد العيد
فكان وقتنا في الشغل حرفيا بيبقى هادي جدا
وكل واحد فينا كان بيستغل الوقت ده بطريقته …
مثلا بعض زمايلي في الشغل كان بيستغلوا وقتهم:
- انهم يدردشوا ويتكلموا في أي حاجة
- ومنهم اللي بيلعب ألعاب Games على اللابتوب ما هو مفيش حاجة مطلوبة في البيزنس
- ومنهم اللي كان بينام حرفيا من إرهاق الصيام
- ومنهم اللي كان بيقرأ قرآن أو رواية أو كتاب في اهتماماته ….
ومديرنا كان متفهم وعارف وشايف وسايب كل واحد براحته في الوقت ده لأن الدنيا هادية….
كنت بعمل حاجة غريبة في الوقت الهادي في البيزنس!
الحقيقة انا كنت بعمل حاجة غريبة كان زمايلي ومديري بيستغربوها جدا
إني أغلب الوقت كانت راسي بتبقى في وش اللاب توب، وباين عليا إن مشغول، رغم إن الدنيا في البيزنس هادية جدا!
مديري قرب مني مره ولاقني فاتح حاجات مش تبع الشغل مباشرة وبرضو مش لعب!
سألني مره، طاهر هو أنت بتعمل ايه؟ وليه متنح في اللاب توب أغلب الوقت كده!
قولت له برتب أوراقي وبجهزي نفسي لما بعد رمضان!
- كنت بتعلم حاجات مفيدة في مجالي، اتعرف واتدرب على أدوات جديدة، وأطور مهارات ناقصة عندي…
- ومن ناحية تانية كنت برتب وأنظم بيانات العملاء data baseوازود مين من الشركات ممكن نتعاون معاهم بعد رمضان. لأن كان شغلنا B2B فكنت بستخدم أدوات معينة لمعرفة بيانات اكتر عن العملاء المحتملين…
فرقت معايا
المهم العادة البسيطة جدا دي، فرقت معايا في أدائي بعد رمضان.
ومبيعاتي زادت لأني كنت مظبط قائمة العملاء والشركات اللي هنتعاون معهم مسبقا. وكنت صاحب أكبر قاعدة عملاء جدد في الشركة دي، رغم ان العملاء الكبار كلهم مش معايا. (اه صحيح كان شغلي ساعتها يميل للمبيعات أكتر من التسويق.)
وعلمي ومهاراتي زادت بفضل الله على مر السنين …
الحقيقة لحد هنا والقصة مفهاش حاجة تشد قوي …
لكن بعدها بكام سنة قابلت زمايلي القدام، وشوفت هم وصلوا لفين في المجال ووصلت انا لفين …. ألاقي فرق شاسع بفضل الله على كل الجوانب. تفتكر بسبب العادة الصغيرة دي؟ ممكن… مين عارف!
بس المهم إن كمان مديري ده بيثق فيها ولحد النهارده صاحبي جدا، واشتغلت معاه في مشاريع كتيرة (بعد ما سبنا الشركة) وكانت دايما مشاريع أكبر من امكانياتي ساعتها.
واقوله كده إن الموضوع ده جديد عليا وفيه حاجات معرفهاش.. فشوف فلان الفلاني عشان الحتة دي بتاعته.
يقولي ما أنا عارف! بص أنا بثق فيك وعارف إنك هتتشقلب وتتعلمها وتعملها بشكل كويس. الموضوع خلاص معاك.
اللي عايز أقوله ليك من القصة دي:
- إن لو عندك أوقات هادية في البيزنس … دي نعمه كبيرة إن مش كل الأيام طحن! … استغلها انها تزقك لقدام مش ترجعك لوراء.
- كده… كده الوقت الهادي ده هيعدي… بصرف النظر إيه الطريقة اللي قررت تستغله بيها.
- لو قررت تريح Relax في الوقت ده … تمام مفيش مشكلة الراحة مهمة جدا … بس ريح بطريقة تشحنك بجد مش تستنزف طاقتك. يعني بلاش scrolling وخلاص في السوشيال ميديا وتبدأ تقع في دوامة المقارنات الظالمة، اللي ديما هتلاقي نفسك فيها خسران. ولا طبعا متابعة الإشاعات في الشركة عمال على بطال.
- الدنيا في البيزنس صغيرة جدا، وشبكة العلاقات أصغر مما تتخيل! فلو أنت صورتك في شركة ما، أنك مش بتاع شغل، هتلف الأيام وتأثر عليك السمعة دي في فرصة ليك قدام! ساعتها انت مش متخيل ازاي أصحاب القرار طلعوا يعرفوا ناس في شركتك القديمة!
- وفوق ده كله، راعي ربنا في الأوقات الهادية في الشغل. ودي حاجة مش سهلة بالمناسبة! ربنا يكون في عونا كلنا.
عايز تحس بالإنجاز في الوقت الهادي؟
ولو أنت شغال في التسويق وعايز نصيحتي عشان تحس بالإنجاز في الوقت الهادي ده
ركز على تطوير الحاجات التكتيكية …أكتر من الحاجات الاستراتيجية أو بمعنى تاني ركز على المشاريع قصيرة المدى اكتر من المشاريع طويلة المدى. عشان هتحسسك بالإنجاز وإن فيه حاجة خلصت وعملتها. وهتديك دفعة أكبر إنك تعمل حاجة بعدها. على عكس المشاريع الطويلة المدى، هيخلص الوقت ويجي وقت زحمة الشغل وهتلاقي نفسك مفيش أي حاجة خلصت، وترجع لدوامة ضغط الشغل تاني.
ولو عايزني أرشح ليك حاجة في الأسبوعين اللي باقيين في رمضان دول، تخلصها وتحس بالإنجاز؟
حدد كتاب عملي واحد أو كورس عملي واحد وطور مهارتك به
فيه كلمتين مهمين جد في السطر اللي فات ده “عملي + واحد”
- عملي: عشان النظري مش هيحسسك بالإنجاز وفي الغالب الفايده بتاعته قليلة وبتخليك تجادل في المجال اكتر من انك تشتغل بجد.
- واحد: عشان لا تشتت نفسك بحاجات كتيره، واهداف اكتر من الوقت المتاح. هو أنت تحدد حاجة واحد بس، وتجاهل الباقي تماما لفترة معينة. عارف اللي هيحصل؟ هتنبهر باللي هتقدر تحققه. لأن الحقيقة احنا كمسوقين لو فيه كلمة واحد بتوصفنا في الشغل هتبقى هي “مشتتين Distracted” وكنا زمان واحنا جداد في المجال بنفرح بنفسنا ونقول عليها متعدد المهام Multi-Task. جرب يا صديقي وشوف بنفسك!
لسه هتحتار؟
ولو لسه هتحتار وتضيع وقت في المقارنة بين ايه اللي هتركز عليها الفترة الجاية؟
خليني اتجرأ شوية وأرشح ليك إنك تقرأ كتابي الجديد “أدواتك التسويقية”
كتاب سهل وسريع القراءة وهيوفر عليك سنين من التوهان خصوصا لو أنت في أونلاين بيزنس. وفي كل صفحة فيه هتلاقي إضافة خبرة حقيقية ليك يا صديقي.
وكمان من خلاله هتقدر تحدد أهم الأدوات التسويقية اللي هتشتغل بيها. وده هيبقى انجاز في حد ذاته يا صديقي، هتحس بيه أول ما أيام زحمة الشغل تيجي.
أتمنى أكون عرفت افيدك بالخاطرة الطويلة دي.